١١‏/٥‏/٢٠٠٧

بولس واختلاق قصة صلب المسيح
ويبقى السؤال موجهاً للمسلمين المنكرين لصلب المسيح من أين وردت على النصارى مقالة صلب المسيح؛ وهل خفي عليهم حقيقة المصلوب؟ أم خفي عليهم وقت الصلب، ثم كُشف لهم بعد ذلك لكنهم استمرؤوا الباطل ؟ وفي الإجابة عن هذا التساؤل نقول: إن الأناجيل الأربعة مخطوطات قديمة، كتبها أشخاص في أوقات مختلفة، حسب ما تناهى إلى مسامعهم من الروايات الشفهية المتناقلة، وهم لم يَّدعوا لها الإلهام ولا القدسية، فكتب كلُُّ حسب ما سمع، مناقضاً الآخرين، أو موافقاً لهم. ونجاة المسيح ورفعه أمر خفِي على الكثيرين من معاصري المسيح، فظنوا أن المصلوب هو المسيح، إذ لم يشاهد معجزة رفع المسيح إلا يهوذا الخائن، عندما أخذوه في لحظة التسليم، وقد شبه عليهم وهم في شك منه كما تبين لنا قبلُ. ويرى المحققون أن فكرة صلب المسيح هي بعض مبتدعات بولس، الذي وجد في قصة الصلب القلب النابض للمسيحية الجديدة التي أنشأها، والتي يؤكد عليها بولس في رسائله ومنها قوله: «لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً » كورنثوس 1 - 2/2 .وقد امتلأت رسائله بالتأكيد على صلب المسيح، مما حدا بأرنست دي بوش الألماني للقول في كتابه: الإسلام: أي المسيحية الحقة - إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس ومَن شابهه، من الذين لم يروا المسيح، وليست من أصول النصرانية الحقة . وقد استغل بولس الاضطراب الذي حصل في حقيقة ما جرى للمسيح، بين قائل بأنه صلب، أو أن المصلوب غيره، أو سوى ذلك مما أشيع في تلك الأيام.. ووظفه، وجعله قاعدة لضلالته المسماة «الفداء» . ونعود لبولس لنتساءل عن موقف النصارى الأوائل من دعواه صلب المسيح، التي كتبها الإنجيليون بعد وفاته. وبالتأمل في رسائل بولس التي أكدت صلب المسيح وأهمية هذا الحدث كمعتقد، نجد في طياتها موقف الحواريين والأتباع الأوائل الرافض لبدع بولس ومن ضمنها ولا ريب عقيدة الصلب.فيرى أحمد عبد الوهاب هذا الموقف في قول بولس وشكواه في رسالته لتيموثاوس « أنت تعلم هذا، أن جميع الذين في آسيا ارتدوا عني » تيموثاوس 2 - 1/15 .وفي رسالته لأهل غلاطية يشكو من أولئك الذين كذبوه « إني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعاً عن الذي دعاكم بنعمة المسيح، إلى إنجيل آخر، ليس هو آخر، غير أنه يوجد قوم يزعجونكم، ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح، ولكن إنْ بشَّرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشّرناكم فليكن أناثيما » غلاطية 1/6 - 8 . ويقول بولس: « ولكن إن كان المسيح يكرز به أنه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم أن ليس قيامة أموات ؟ فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام، وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل كرازتنا، وباطل أيضاً إيمانكم » كورنثوس 1 - 15/13 ، فالنص يتحدث عن إنكار بعض التلاميذ لصلب المسيح أو على الأقل لقيامته من الأموات. ويرى المحققون أن الحواريين ما كانوا يعرفون شيئاً عن صلب المسيح، بدليل خلو رسائلهم الموجودة في العهد الجديد من الحديث عن المسيح المصلوب. يقول المؤرخ فوتيوس: إنه قرأ كتاباً يسمى - رحلة الرسل- في أخبار بطرس ويوحنا واندراوس وتوما وبولس، ومما قرأ فيه - إن المسيح لم يصلب، ولكن صلب غيره، وقد ضحك بذلك من صالبيه .وتظهر المعارضة الصريحة لدعوى بولس صلب المسيح من الحواري - برنابا - في إنجيله الذي تتنكر له الكنيسة، وقد ذكر في مقدمته سبب تأليفه لهذا الإنجيل فيقول: « الذين ضل في عدادهم أيضاً بولس، الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى، وهو السبب الذي لأجله أسطر ذلك الحق، الذي رأيتهُ وسمعتهُ أثناء معاشرتي ليسوع لكي تخلصوا، ولا يضلكم الشيطان فتهلكوا في دينونة الله، وعليه، فاحذروا كل أحد يبشركم بتعليم جديد مضاد لما أكتبه، لتخلُصوا خلاصاً أبدياً » برنابا مقدمة /7 - 9 . وكانت الفرق المسيحية المنكرة للصلب صدى لإنكار الحواريين على بولس كما قد سبق تفصيله.كما تكشف لنا الكشوف الأثرية عن إنجيل اكتُشف حديثاً في نجع حمادي منسوباً للحواري المقرب بطرس، ينكر فيه صلب المسيح، ويقول برفعه قبل إجراء الصلب. ويعترف النصارى من مفسري الأناجيل بحدة الخلاف لبولس وتلاميذه، في مسألة صلب المسيح، وأن هذا الخلاف دعا الإنجيليين إلى التأكيد على أن المسيح قد صلب كما قال بولس الذي سبقت رسائله الأناجيل الأربعة في تاريخ كتابته.فنقل أصحاب الأناجيل فيما بين سطور الأناجيل الإنكار على بولس وتكذيب صلب المسيح، يقول مرقس: « ثم خرجوا به ليصلبوه، فسخروا رجلاً مجتازاً كان آتياً من الحقل، هو سمعان القيرواني أبو الكسندروس وروفس ليحمل صليبه » مرقس 15/20 - 23 .يقول المفسر نينهام في تفسيره لمرقس: - يبدو أن الغرض من هذه الفقرة هو ضمان صحة القصة؛ التي تقول بأن سمعان قد حمل الصليب، وما من شك في أن أحد الأسباب في الحفاظ على هذه التفاصيل الشخصية في الإنجيل؛ كان الغرض منه تذكير القراء بأن لديهم مصدراً للمعلومات عن الصلب، جديرًا بالثقة.. ولعل السبب في حذف هذه الرواية والخاصة بحمل سمعان القيرواني للصليب - من إنجيل يوحنا، هو الادعاء: بأن سمعان قد حل محل يسوع، وصُلب بدلاً منه، ولا يزال سارياً في الدوائر الغنوسطية، التي كانت لها الشهرة فيما بعد .وهكذا نفهم سبب مخالفة يوحنا للأناجيل الثلاثة في مسألة - من حمل الصليب : فيقرر أنه المسيح، حمل صليبه بنفسه فيقول: « فأخذوا يسوع، ومضوا به فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة.. حيث صلبوه » يوحنا 19/16 - 18 .وينبه فنتون شارح إنجيل متى إلى مثل هذا الفعل من متى، عندما عدَّل ألفاظ مرقس وهو ينقل عنه في أحداث اللحظة التي بعد اقتسام الثياب والاقتراع عليها، حيث يقول مرقس: « وكانت الساعة الثالثة فصلبوه » مرقس 15/25 لكن متى يغير، فيقول بعدها:. « ثم جلسوا يحرسونه هناك » متى 27/36 ، فتكلم متى عن حراسة يسوع أثناء الصلب وبعده. ويرى فنتون أن ذلك : إنما يرجع إلى وجود أناس قالوا بأن يسوع قد أنزل من على الصليب، قبل أن يموت. كذلك فإن إحدى الطوائف الغنوسطية التي عاشت في القرن الثاني قالت بأن سمعان القيرواني قد صُلب بدلاً من يسوع. فلعل متّى كان يرد على هذه الأقوال .
============================

إبطال الصلب بنبوءات التوراة
تحتل النبوءات في الفكر المسيحي مكانة سامقة، جعلت بعض النصارى يشترطون لصحة النبوة أن يسبقها نبوءة.وحادثة صلب المسيح - كما يعتبرها النصارى - أحد أهم أحداث المعمورة، فكان لابد وأن يتحدث عنها الأنبياء في أسفارهم، وأن يذكرها المسيح لتلاميذه. فهل أخبرت الأنبياء بصلب المسيح وقيامته ؟ وهل أخبر المسيح تلاميذه بذلك؟والإجابة النصرانية عن هذا التساؤل كانت بالإيجاب، وأن ذلك في مواضع كثيرة من الأناجيل والرسائل والأسفار التوراتية. ولعل من نافلة القول أن نذكر بأن النصارى يعتبرون أسفار التوراة جزءً مقدساً كتابهم المقدس، كيف لا والأناجيل ما فتئت تحيل إلى هذه الأسفار، تستمد منها تنبؤاتها المستقبلية، التي تحققت في شخص المسيح في حياته أو حين صلبه ؟.وللأسفار التوراتية دور عظيم في مسألة صلب المسيح، فقد أكثرت الأناجيل في هذه القصة من الإحالة إلى أسفار التوراة؛ التي يرونها تتنبأ بالمسيح المصلوب، وكانت نصف هذه الإحالات إلى المزامير المنسوبة لداود وغيره وقد ذكر عيسى عليه السلام لتلاميذه ضرورة أن تتحقق فيه النبوءات التوراتية بقوله: «لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير» لوقا 26/44 ويقول: « فتشوا الكتب …. وهي التي تشهد لي » يوحنا 5/39 .والنبوءات التي أحالت إليها الأناجيل بخصوص حادثة الصلب أربع عشرة نبوءة، ذكر متى منها ستاً، ومرقس أربعاً، ولوقا اثنتين، بينما ذكر منها يوحنا سبع نبوءات. ونخلص من هذا إلى أهمية النبوءات التوراتية المتعلقة بصلب المسيح. ويبالغ النصارى في التركيز على أهمية النبوءات التوراتية المتحدثة والمشيرة للمسيح وكثرتها، فيقول القمص سرجيوس في كتابه - هل تنبأت التوراة عن المسيح : « فالمسيح ساطع في كل الكتاب المقدس في إشراق دائم، وليس كالشمس التي تغيب عن نصف الأرض ليلاً، إذ ليس في التوراة أو كتب الأنبياء جزء تغرب عنه شمس المسيح، بل يشع اسمه، وشخصه، وصفاته، وأعماله، وظروفه، وأحواله في التوراة، وكتب الأنبياء، وفي ثنايا سطورها نجد المسيح في كل جملة، وفي كل إصحاح، وفي كل سفر من أسفارها. وما حروفها وكلماتها إلا خطوطاً أو ظلالاً لصورة المسيح المجيدة.... فنحن المسيحيين لا نهتم أين نفتح التوراة وكتب الأنبياء لنجد الكلام عن المسيح.... » ، ورغم ما في الكلام من مبالغة، فإننا - كما يقول منصور حسين - نستشف منه أهمية النصوص التوارتية في الدلالة على المسيح. ولسفر المزامير وموضوع الصلب شاُن خاص يصفه سرجيوس فيقول « أما سفر المزامير فكان الهالة، التي أحاطت بكوكب يسوع، فتكلم حتى عن إحساساته العميقة، وآلامه المبرحة ناهيك عن صفاته وألقابه، أكثر من أي نبي آخر، ويمكننا القول، أن سفر المزامير هو سفر -مسيا- الخاص، بدليل أن الاقتباسات التي اقتبسها كتبة العهد القديم من سفر المزامير هذا بلغت نصف الاقتباسات المأخوذة من العهد القديم كله » .ويؤكد عبد الفادي القاهراني أهمية المزامير في كتابه - رب المجد : بقوله: « لم يوجد كتاب مليء بالإشارات والرموز والنبوءات عن المسيح أكثر من كتاب المزامير هذا، وعليه فأهميته في نظر اللاهوتيين تفوق الوصف » .لذلك فإن العلماء المسلمين ارتضوا محاكمة النصارى في هذه المسألة إلى أسفار التوراة، ذلك بأنه ليس من المقبول أن يتصور أحد أن اليهود يغيرون كتبهم لتتمشى مع معتقدات النصارى، لذا فهم يرتضون هذه الكتب معياراً للكشف عن الحقيقة. وقبل أن نشرع، فإنه يحسن التنبيه إلى نقاط الاختلاف والاتفاق بين المسلمين والنصارى في مسألة الصلب.النصارى يقولون بصلب المسيح، بينما يقول المسلمون بأنه لم يصلب، وأنه قد شُبه غيرُ المسيح به، ولا ينفون وقوع صلب لغيره، كما لا ينفون جملة ما ترويه الأناجيل من أحداث صاحبت الصلب أو سبقته، كحديث الأناجيل عن الدعاء الطويل للمسيح في البستان طالباً من الله أن ينجيه من الموت، وأن الجموع حضرت للقبض عليه، وأن ثمة من أخذ من ساحة البستان، وأن المأخوذ حوكم، وصلب، ثم دفن.فالخلاف إنما هو في حقيقة المأخوذ والمصلوب، فيرى المسلمون أنه يهوذا، وأن لحظة الخلاص هي تلك التي أراد الجند أن يلقوا القبض فيها على المسيح، فسقطوا على الأرض، وتدافعت الجند ووقعت المشاعل من أيديهم، ثم نهضوا ليجدوا دليلهم يهوذا الأسخريوطي وحيداً في الساحة، فأخذوه وقد ألقى الله عليه شبه المسيح لينال جزاء خيانته لسيده.وأما المسيح فقد نزلت ملائكة الله وصعدت به إلى السماء، لينجو من المؤامرة بحماية الله العظيم، وأعطي بذلك حياة طويلة تمتد إلى قبيل قيام الساعة حيث ينزل إلى الأرض عليه السلام لعيش عليها ويموت في سلام.. « والسّلام عليّ يوم ولدتّ ويوم أموت ويوم أبعث حيّاً » مريم: 32 .ولسوف نستعرض منها في هذه العجالة ستة مزامير فقط، من نبوءات المزامير، نختصرها من دراسة منصور حسين الرائعة في كتابه الماتع -دعوة الحق بين المسيحية والإسلام :، والتي شملت ستة وثلاثين مزموراً، والمزامير الستة التي اختارها، يجمعها أنها مما يعتبره النصارى نبوءات تحدثت عن المسيح المصلوب.
أولاً: المزمور الثاني
وفيه: « لماذا ارتجت الأمم، وتفكر الشعوب في الباطل، قام ملوك الأرض، وتآمر الرؤساء معا على الرب، وعلى مسيحه، قائلين: لنقطع قيودها ولنطرح عنا رُبُطهما. الساكن في السماوات يضحك، الرب يستهزئ بهم، حينئذ يتكلم عليهم بغضبه، ويرجفهم بغيظه » المزمور 2/1 - 5 . والمزمور: يراه النصارى نبوءة بالمسيح الموعود. يقول د.هاني رزق في كتابه - يسوع المسيح ناسوته وألوهيته : عن هذا المزمور: « وقد تحققت هذه النبوءة في أحداث العهد الجديد، إن هذه النبوءة تشير إلى تآمر وقيام ملوك ورؤساء الشعب على يسوع المسيح لقتله وقطعه من الشعب، وهذا ما تحقق في أحداث العهد الجديد في فترتين، في زمان وجود يسوع المسيح له المجد في العالم » ويقصد تآمر هيرودس في طفولة المسيح، ثم تأمر رؤساء الكهنة لصلب المسيح. ووافقه - فخري عطية: في كتابه - دراسات في سفر المزامير: و حبيب سعيد في - من وحي القيثارة : وويفل ل كوبر في كتابه - مسيا عمله الفدائي وياسين منصور في - الصليب في جميع الأديان : ، فيرى هؤلاء جميعاً أن المزمور نبوءة بالمسيح المصلوب. وقولهم بأن النص نبوءة بالمسيح ورد في سفر أعمال الرسل: « فلما سمعوا رفعوا بنفس واحدة صوتاً إلى الله وقالوا: أيها السيد، أنت هو الإله صانع السماء والأرض والبحر وكل ما فيها. القائل بفم داود فتاك: لماذا ارتجّت الأمم وتفكر الشعوب بالباطل. قامت ملوك الأرض واجتمع الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه. لأنه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس الذي مسحته هيرودس وبيلاطس البنطي مع أمم وشعوب إسرائيل، ليفعلوا كل ما سبقت فعيّنت يدك ومشورتك أن يكون‏» أعمال 4/24-31 .ولا نرى مانعاً في موافقتهم بأن المزمور نبوءة عن المسيح، فالمزمور يتحدث عن مؤامرات اليهود عليه، وهذا لا خلاف عليه بين المسلمين والنصارى، وإنما الخلاف: هل نجحوا أم لا؟ فبماذا يجيب النص؟ يجيب بأن الله ضحك منهم واستهزأ بهم، وأنه حينئذ أي في تلك اللحظة أرجف المتآمرين بغيظه وغضبه.هل يكون ذلك لنجاحهم في صلب المسيح، أم لنجاته من بين أيديهم، ووقوعهم في شر أعمالهم؟
ثانياً: المزمور السابع
وفيه: « يا رب، إلهي عليك توكلت، خلصني من كل الذين يطردونني، ونجني لئلا يفترس كأسد نفسي، هاشماً إياها، ولا منقذ. يا رب، إلهي، إن كنت قد فعلت هذا، إن وجد ظلم في يدي، إن كافأت مسالمي شراً، وسلبت مضايقي بلا سبب، فليطارد عدو نفسي، وليدركها، وليدس إلى الأرض حياتي، وليحط إلى التراب مجدي، سلاه.قم يا رب بغضبك، ارتفع على سخط مضايقي، وانتبه لي. بالحق أوحيت، ومجمع القبائل يحيط بك، فعد فوقها إلى العلا، الرب يدين الشعوب، اقض لي يا رب كحقي، ومثل كحالي الذي في، لينته شر الأشرار، وثبت الصديق، فإن فاحص القلوب والكلى: الله البار، ترسي عند الله مخلص مستقيمي القلوب.الله قاض عادل، وإله يسخط كل يوم، إن لم يرجع يحدد سيفه: مد قوسه وهيأها، وسدد نحوه آلة الموت، يجعل سهامه ملتهبة.هو ذا يمخض بالإثم، حمل تعباً، وولد كذباً، كرى جُبّاً حفره، فسقط في الهوة التي صنع، يرجع تعبه على رأسه، وعلى هامته يهبط ظلمه. أحمد الرب حسب بره، وأرنم لاسم الرب العلي» . مزمور 7/1-17 جاء في كتاب - دراسات في المزامير : لفخري عطية: واضح أنه من مزامير البقية، إذ يشير إلى زمن ضد المسيح، وفيه نسمع صوت البقية، ومرة أخرى نجد روح المسيح ينطق على فم داود بالأقوال التي تعبر عن مشاعر تلك البقية المتألمة، في أيام الضيق العظيمة . والربط واضح وبيّن بين دعاء المزمور المستقبلي « يا رب، إلهي، عليك توكلت، خلصني من كل الذين يطردونني ونجني.... » وبين دعاء المسيح ليلة أن جاءوا للقبض عليه.ثم يطلب الداعي من الله عوناً؛ أن يرفعه إلى فوق، في لحظة ضيقه « فعد فوقها إلى العلا » ، ويشير إلى حصول ذلك في لحظة الإحاطة به « ومجمع القبائل - يحيط بك، فعد فوقها إلى العلا » .ثم يذكر المزمور بأن الله « قاض عادل » فهل من العدل أن يصلب المسيح أم يهوذا ؟ ثم يدعو أن يثبت الصديق، وأن ينتهي شر الأشرار، ويؤكد لجوءه إلى الله، مخلص القلوب المستقيمة. ثم يتحدث المزمور عن خيانة يهوذا. وقد جاء « مد قوسه وهيأها وسدد نحوه آلة الموت » القُبلة « ويجعل سهامه ملتهبة » . ولكن حصل أمر عظيم، لقد انقلب السحر على الساحر، « هو ذا يمخض بالإثم، حمل تعباً، وولد كذباً، كَرَى جُبّاً، حفره فسقط في الهوة التي صنع، يرجع تعبه على رأسه وعلى هامته يهبط ظلمه » لقد ذاق يهوذا ما كان حفره لسيده المسيح، ونجا المسيح في مجمع القبائل إلى العلا. ثم ينتهي المزمور بحمد الله على هذه العاقبة « أحمد الرب حسب بره، وأرنم لاسم الرب العلي » وهكذا نرى في هذا المزمور صورة واضحة لما حصل في ذلك اليوم، حيث نجى الله عز وجل نبيه، وأهلك يهوذا. ولا مخرج للنصارى إزاء هذا النص إلا إنكاره، أو التسليم له، والقول بأن المسيح له ظلم، وله إثم، وأنه ذاق ما كان يستحقه، وأن الله عادل؛ بقضائه قتل المسيح، وأن ذلك أعدل وأفضل من القول بنجاته؛ وصلب يهوذا الظالم الآثم، جزاءً لفعله وخيانته، وإلا فعليهم الرجوع إلى معتقد المسلمين؛ بأن النص نبوءة عن يهوذا الخائن، ولا رابع لهذه الخيارات الثلاثة.
ثالثاً: المزمور العشرون
وفيه: « ليستجب لك الرب في يوم الضيق. ليرفعك اسم إله يعقوب، ليرسل لك عوناً من قدسه، ومن صهيون ليعضدك، ليذكر كل تقدماتك، وليستسمن محرقاتك، سلاه، ليعطك حسب قلبك، ويتمم كل رأيك، نترنم بخلاصك، وباسم إلهنا نرفع رايتنا، ليكمل الرب كل سؤلك. الآن عرفت أن الرب مخلص مسيحه، يستجيبه من سماء قدسه، بجبروت خلاص يمينه، هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل، أما نحن: فاسم الرب إلهنا نذكره.هم جثوا وسقطوا، أما نحن: فقمنا وانتصبنا، يارب: خلص، ليستجيب لنا الملك في يوم دعائنا» المزمور 20/1 - 9 .يقول هاني رزق في كتابه - يسوع المسيح في ناسوته ولاهوته : تنبأ داود النبي 1056 ق. م ، و حبقوق النبي 726 ق. م ، بأن الرب هو المسيح المخلص، نبوءة داود النبي، مزمور 20/9 « الآن عرفت أن الرب مخلص مسيحه..» وفي كتاب - دراسات في سفر المزامير : يؤكد فخري عطية هذا، ويقول عن الفقرة التاسعة من هذا المزمور في هذا العدد تعبير يشير في الكتب النبوية إلى ربنا يسوع المسيح نفسه، تعبير يستخدمه الشعب الأرضي عن المخلص العتيد . ولكن القراءة المتأنية لهذا المزمور ترينا أنه ناطق بنجاة المسيح، حيث يبتهل صاحب المزمور طالباً النجاة له في يوم الضيق، وليس من يوم مر على المسيح أضيق من ذلك اليوم الذي دعا فيه طويلاً، طالباً من الله أن يصرف عنه هذا الكأس « وإذ كان في جهاد؛ كان يصلي بأشد لجاجة، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض » لوقا 22/44 . ويذكر النص إجابة دعائه وإعطاءه ملتمس شفتيه وسؤله وكل مراده « ليعطك حسب قلبك، ويتمم كل رأيك... ليكمل الرب كل سؤلك» . وهذ العون والنجاء لما سبق وتقدم به المسيح من أعمال صالحة. « ليذكر كل تقدماتك، وليستسمن محرقاتك» .وينص المزمور على اسم المسيح وأنه يخلصه من الموت في فقرة ظاهرة لا تخفى حتى على الأعمى « الآن عرفت أن الرب مخلص مسيحه، يستجيبه من سماء قدسه بجبروت خلاص » فالنص يذكر المسيح بالاسم، ويتحدث عن خلاصه، أن الله رفعه، وأنه أرسل له ملائكة يحفظونه « ليرفعك اسم إله يعقوب، ليرسل لك عوناً من قدسه» . ويبتهج المزمور لهذه النهاية السعيدة «نترنم بخلاصك، وباسم إلهنا نرفع رايتنا» .ويتحدث المزمور أيضاً عن تلك اللحظة العظيمة، لحظة الخلاص التي نجا فيها المسيح « هم جثوا وسقطوا، أما نحن فقمنا وانتصبنا » فهو يتحدث عن لحظة وقوع الجند كما في يوحنا « فلما قال لهم: إني أنا هو ؛ رجعوا إلى الوراء، وسقطوا على الأرض » يوحنا 18/6 .فدلالة هذا المزمور على نجاة المسيح أوضح من الشمس في رابعة النهار.
رابعاً: المزمور الحادي والعشرون
وفيه: « يا رب، بقوتك يفرح الملك، وبخلاصك، كيف لا يبتهج جداً؟ شهوة قلبه أعطيته، وملتمس شفتيه لم تمنعه، سلاه. لأنك تتقدمه ببركات خير، وضعت على رأسه تاجاً من إبريز حياة، سألك فأعطيته، طول الأيام إلى الدهر والأبد عظيم، مجده بخلاصك، جلالاً وبهاء تضع عليه، لأنك جعلته بركات إلى الأبد، تفرحه ابتهاجاً أمامك، لأن الملك يتوكل على الرب، وبنعمة العلي لا يتزعزع. تصيب يدك جميع أعدائك، يمينك تصيب كل مبغضيك، تجعلهم مثل تنور نار في زمان حضورك، الرب بسخطه يبتلعهم، وتأكلهم النار، تبيد ثمرهم من الأرض، وذريتهم من بين بني آدم، لأنهم نصبوا عليك شراً، تفكروا بمكيدة لم يستطيعوها، لأنك تجعلهم يقولون: تفوق السهم على أوتارك تلقاء وجوههم، ارتفع يا رب بقوتك، نُرنم وتُنغّم بجبروتك » المزمور 21/1 - 3 . يقول فخري عطية في كتابه - دراسات في سفر المزامير : إن المسيح هو المقصود بهذا المزمور- ووافقه كتاب : تأملات في المزامير - لآباء الكنيسة الصادر عن كنيسة مار جرجس باسبورتنج. وقولهم صحيح، فقد حكى المزمور العشرون عن دعاء المسيح وعن استجابة الله له، ويحكي هذا المزمور - 21 - عن فرحه بهذه الاستجابة « يا رب بقوتك يفرح الملِك، وبخلاصك كيف لا يبتهج جداً... نُرنم وننغّم بجبروتك » .وينص المزمور أن الله أعطاه ما سأله وتمناه « شهوة قلبه أعطيته، وملتمس شفتيه لم تمنعه،.. سألك فأعطيته » ، وقد كان المسيح يطلب من الله النجاة من المؤامرة « إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس » متى 26/39 .ويذكر المزمور أن الله أعطاه حياة جديدة طويلة إلى قبيل قيام الساعة « حياةً سألَكَ فأعطيتَه، طول الأيام، إلى الدهر، والأبد» ، كما وضع عليه إكليل حياة، وهو غير إكليل الشوك الذي وضع على المصلوب، يقول المزمور: «وضعت على رأسه تاجاً من إبريز حياة» .ويحكي المزمور عن أعداء المسيح الذين تآمروا عليه وفكروا في « مكيدة لم يستطيعوها » فهم لم يلحقوا الأذى به، فقد فشلت المؤامرة، لأنه رُفع « ارتفع يا رب بقوتك » . وأما هؤلاء الأعداء: فترجع مكيدتهم عليهم « تصيب يدك جميع أعدائك، يمينك تصيب كل مبغضيك.. الرب بسخطه يبتلعهم، وتأكلهم النار، تبيد ثمرهم من الأرض، وذريتهم من بين بني آدم.. تفوق السهام على أوتارك تلقاء وجوههم » .
خامساً: المزمور الثاني والعشرون
وفيه: « إلهي إلهي لماذا تركتني بعيداً عن خلاصي؟ عن كلام زفيري؟ إلهي في النهار أدعو فلا تستجيب، في الليل أدعو فلا هدوّ لي. وأنتَ القدوس الجالس بين تسبيحات إسرائيل، عليك اتكل آباؤنا. اتكلوا فنجيتهم. إليك صرخوا فنجوا. عليك اتكلوا فلم يَخزَوْا.أما أنا فدودة لا إنسان. عارُُ عند البشر، ومحتقرُ الشعب. كل الذين يرونني يستهزئون بي. يفغرون الشفاه، ويُنغضون الرأس قائلين: اتكل على الرب فلينجه.لينقذه، لأنه سُرّ به، لأنك أنت جذبتني من البطن. جعلتني مطمئناً على ثديي أمي. عليك ألقيت من الرحم. من بطن أمي، أنت إلهي. لا تتباعد عني لأن الضيق قريب. لأنه لا معين. أحاطت بي ثيران كثيرة، أقوياء باشان اكتنفتني. فغروا علىّ أفواههم، كأسد مفترس مزمجر. كالماء انسكبتُ.انفصلتْ كل عظامي. صار قلبي كالشمع. قد ذاب في وسط أمعائي. يبستْ مثل شَقفَة قوتي. ولصق لساني بحنكي، وإلى تراب الموت تضعني. لأنه قد أحاطت بي كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يدي ورجلي. أُحصى كل عظامي. وهم ينظرون ويتفرسون فّي. يقسمون ثيابي بينهم، وعلى لباسي يقترعون» . المزمور 22/1-18 .ويُجمع النصارى على أن هذا المزمور بنوءة عن المسيح، فقد أحالت عليه الأناجيل يقول متى: « ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها، لكي يتم ما قيل بالنبي: اقتسموا ثيابي بينهم، وعلى لباسي ألقوا قرعة » متى 27/35 ومثله في يوحنا 19/24 ، والإحالة إلى هذا المزمور في قوله « يقسمون ثيابي بينهم، وعلى لباسي يقترعون » كما أن الرواية التي في المزمور توافق رواية الصلب في صراخ المصلوب: « إلهي إلهي لماذا تركتني » متى 27/46 مرقس 15/34 . ويوافق نص المزمور ما جاء في الأناجيل في بيان حال المصلوب « كان المجتازون يجدفون عليه، وهم يهزون رؤوسهم قائلين: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام، خلص نفسك، إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب، قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده » متى 27/39 - 43 . فهذا يشبه ما جاء في هذا المزمور « محتقر الشعب، كل الذين يرونني يستهزئون بي.. وينغضون الرأس قائلين: اتكل على الرب، فلينجه» . كما يوافق النص الأناجيل كرة أخرى في قوله « جماعة من الأشرار اكتنفتني، ثقبوا يدي ورجلي، أحصي على عظامي » فهي تدل على أخذ المصلوب يوم سُمرت يداه ورجلاه على الصليب. لهذا كله كان إجماع النصارى على أن هذا المزمور نبوءة عن حادثة الصلب، خاصة أن داود لم يمت مصلوباً، فهو إذن يتحدث عن غيره.والحق أن المزمور نبوءة عن المصلوب، لكنه ليس عيسى، بل الخائن يهوذا الأسخريوطي، فنراه وهو جزع، يائس، يصرخ: « إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» ، المزمور نبوءة عن المصلوب اليائس الذي يدعو فلا يستجاب له «إلهي، في النهار أدعو فلا تستجيب، في الليل أدعو فلا هُدوّ لي.. عليَك اتكل آباؤنا فنجيتَهم، عليك صرخوا فنجوا، عليك اتكلوا فلم يخزوا. أما أنا فدودة لا إنسان... » ويصف المزمور المصلوب بأنه « دودة لا إنسان، عارُُ عند البشر، محتقَرُ الشعب » فمَن هو هذا اليائس الموصوف بأنه دودة، وأنه عار عند البشر، وأنه محتقر، وأنه لا يستجاب له؟إنه يهوذا، حيث جعلتْه خستهُ وخيانتهُ كالدودة، وأصبح عاراً على البشر، كلَّ البشر، المسلمين واليهود والنصارى، بل وحتى البوذيين وغيرهم، لأنه خائن، والخيانة خسة وعار عند كل أحد، يحتقره الشعب، ولا يستجيب الله دعاءه.ولا يقبل بحال أن يوصف المسيح بأنه دودة، والعجب من أولئك الذين يدعون ألوهيته كيف يستسيغون تسميته بدودة، بل الدودة هو الخائن يهوذا. ثم كيف يوصف المسيح بالعار، وهو مجد وفخر للبشر؛ بل العار هو يهوذا، ونلحظ أن النص يصفه بالعار ليس فقط عند جلاديه وأعدائه، بل عند البشر جميعاً، ولا يمكن أن يكون المسيح كذلك، بل تفخر البشرية أن فيها مثل هذا الرجل العظيم الذي اصطفاه الله برسالته ووحيه. كما نلحظ أن كلمة «عار» تلحق بالشخص نفسه، لا بالصلب الواقع عليه، فهو العار، وهو الدودة. وكيف يكون المسيح عاراً وهو الذي يفخر به بولس في قوله « وأما من جهتي فحاشا أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع » غلاطية 6/14 فلم الفخر به إن كان عاراً ؟ وأما وصف المصلوب بأنه « محتقر الشعب» فهو وصف ينطبق على المصلوب وكلمة «الشعب» تشير إلى اليهود وأولئك الذين حضروا الصلب، وكانوا يحتقرون المصلوب.
سادساً: المزمور المائة والتاسع
وفيه: « يا إله تسبيحي، لا تسكت ؛ لأنه قد انفتح علّى فم الشرير، وفم الغش. تكلموا معي بلسان كذب. بكلام بغض، أحاطوا بي وقاتلوني بلا سبب. بدل محبتي يخاصمونني. أما أنا فصلوة. وضعوا علّى شراً بدل خير، وبُغضاً بدل حبي. فأقم أنت عليه شريراً، وليقف شيطان عن يمينه. إذا حوكم فليخرج مذنباً، وصلاته فلتكن خطية. لتكن أيامه قليلة، ووظيفته ليأخذها آخر. ليكن بنوه أيتاماً، وامرأته أرملة. لِيَتِهْ بنَوُه تَيَهَاناً ويستعطوا. ويلتمسوا خبزاً من خِربهم. ليصطد المرابي كل ما له، ولينهب الغرباء تعبه. لا يكن له باسط رحمة، ولا يكن مُتَرَأّفُ على يتاماه. لتنقرض ذريته. في الجيل القادم ليمح اسمهم. ليذكر إثم آبائه لدى الرب ولا تمح خطية أمه. لتكن أمام الرب دائماً. وليقرض من الأرض ذِكرهم. من أجل أنه لم يذكر أن يصنع رحمة، بل طرد إنساناً مسكيناً وفقيراً، والمنسحق القلب ليميته. وأحب اللعنة، فأتته، ولم يسر بالبركة، فتباعدت عنه. ولبس اللعنة مثل ثوبه فدخلت، كمياه في حشاه، وكزيت في عظامه. لتكن له كثوب يتعطف به، وكمنطقة يتمنطق بها دائماً. هذه أجرة مبغضي من عند الرب، وأجرة المتكلمين شراً على نفسي. أما أنت يا رب السيد فاصنع معي من أجل اسمك. لأن رحمتك طيبة نجني. فإني فقير، ومسكين أنا، وقلبي مجروح في داخلي. كظل عند ميله ذهبت. انتفضت كجرادة. ركبتاي ارتعشتا من الصوم، ولحمي هزل عن سمن. وأنا صرت عاراً عندهم. ينظرون إليّ وينغضون رؤوسهم. أعني يا رب، إلهي. خلصني حسب رحمتك. وليعلموا أن هذه هي يدك، أنت يا رب فعلت هذا. أما هم فيلعنون. وأما أنت فتبارك. قاموا وخزوا. أما عبدك فيفرح. ليلبس خصمائي خجلاً وليتعطفوا بخزيهم كالرداء. أحمد الرب جداً بفمي، وفي وسط كثيرين أسبحه. لأنه يقوم عن يمين المسكين، ليخلصه من القاضين على نفسه» . مزمور 109/1 - 31 وهذا المزمور أيضاً يراه النصارى على علاقة بقصة الصلب، وأن المقصود في بعضه يهوذا، وهو قوله: « ووظيفته ليأخذها آخر، ليكن بنوه أيتاماً، وامرأته أرملة.. ويلتمسوا خبزاً من خربهم » وقد أحال عليه كاتب «أعمال الرسل» وهو يتحدث على لسان بطرس حين قال متحدثاً عن يهوذا: « لأنه مكتوب في سفر المزامير: لتصر داره خراباً، ولا يكن فيها ساكن، وليأخذ وظيفته آخر » أعمال 1/15 - 26 .وقد انتخب الحواريون بدلاً من يهوذا تنفيذاً لهذا الأمر يوسف ومتياس، وأقرعوا بينهما، فوقت القرعة علي متياس، فحسبوه مكملاً للأحد عشر رسولاً انظر أعمال 1/23 - 26 .إذن فالنص في هذا المزمور متحدث عن يهوذا ولا ريب، وهذا صحيح، فهو يتحدث عن محاكمته « وإذا حوكم فليخرج مذنباً » فمتى حوكم يهوذا إذا لم يكن هو المصلوب؟ والنص يتحدث عن محاكمته، وعن نتيجة محاكمته « لتكن أيامه قليلة، ووظيفته ليأخذها آخر » ، كما يتحدث المزمور عن وقوفه على الصليب، وعن يمينه شيطان، ذاك الذي كان يستهزأ به، فمتى وقف شيطان عن يمين يهوذا، ومتى حوكم إن لم يكن ذلك في تلك الواقعة التي تجلى فيها غضب الله عليه. النص كما رأينا يتحدث في شطرين على لسان المسيح.ففي الشطر الأول: يتحدث عن الأشرار الذين قاتلوه بلا سبب، ووضعوا عليه الشر بدل الخير. وفي الشطر الثاني: يستمطر القائل نفسه اللعنات على هذا الشرير، ويسأل الله الخلاص حسب رحمته « أعِني يا رب، إلهي، خلصني حسب رحمتك.. » ويفرح المسيح لخلاصه « لأنه يقوم عن يمين المسكين، ليخلصه من القاضين على نفسه» .
------------------------------------------------------------------------

إبطال وقوع صلب المسيح بالدليل التاريخي
يدعي النصارى أن المسلمين بقولهم بنجاة المسيح من الصلب ينكرون حقيقة تاريخية أجمع عليها اليهود والنصارى الذين عاصروا صلب المسيح ومن بعدهم. فكيف لنبي الإسلام وأتباعه الذين جاءوا بعد ستة قرون من الحادثة أن ينكروا ذلك؟ !! قد يبدو الاعتراض النصراني وجيهاً لأول وهلة، لكن عند التأمل في شهادة الشهود تبين لنا تناقضها وتفكك رواياتهم. ولدى الرجوع إلى التاريخ والتنقيب في رواياته وأخباره عن حقيقة حادثة الصلب، ومَن المصلوب فيها ؟ يتبين حينذاك أمور مهمة: - - أن قدماء النصارى كثر منهم منكرو صلب المسيح، وقد ذكر المؤرخون النصارى أسماء فرق كثيرة أنكرت الصلب. وهذه الفرق هي: الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكاليونية والبولسية والماينسية، والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون. وبعض هذه الفرق قريبة العهد بالمسيح، إذ يرجع بعضها للقرن الميلادي الأول ففي كتابه -الأرطقات مع دحضها : ذكر القديس الفونسوس ماريا دي ليكوري أن من بدع القرن الأول قول فلوري: إن المسيح قوة غير هيولية، وكان يتشح ما شاء من الهيئات، ولذا لما أراد اليهود صلبه؛ أخذ صورة سمعان القروي، وأعطاه صورته، فصلب سمعان، بينما كان يسوع يسخر باليهود، ثم عاد غير منظور، وصعد إلى السماء. ويبدو أن هذا القول استمر في القرن الثاني، حيث يقول فنتون شارح متى: « إن إحدى الطوائف الغنوسطية التي عاشت في القرن الثاني قالت بأن سمعان القيرواني قد صلب بدلاً من يسوع» . وقد استمر إنكار صلب المسيح، فكان من المنكرين الراهب تيودورس 560م والأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص 610م وغيرهم.ولعل أهم هذه الفرق النكرة لصلب المسيح الباسيليديون؛ الذين نقل عنهم سيوس في « عقيدة المسلمين في بعض مسائل النصرانية » والمفسر جورج سايل القول بنجاة المسيح، وأن المصلوب هو سمعان القيرواني، وسماه بعضهم سيمون السيرناي، ولعل الاسمين لواحد، وهذه الفرقة كانت تقول أيضاً ببشرية المسيح. ويقول باسيليوس الباسليدي: « إن نفس حادثة القيامة المدعى بها بعد الصلب الموهوم هي من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح» . ولعل هؤلاء هم الذين عناهم جرجي زيدان حين قال: « الخياليون يقولون: إن المسيح لم يصلب، وإنما صلب رجل آخر مكانه » . ومن هذه الفرق التي قالت بصلب غير المسيح بدلاً عنه: الكورنثيون والكربوكراتيون والسيرنثيون. يقول جورج سايل: إن السيرنثيين والكربوكراتيين، وهما من أقدم فرق النصارى، قالوا : إن المسيح نفسه لم يصلب ولم يقتل، وإنما صلب واحد من تلاميذه، يشبهه شبهاً تاماً، وهناك الباسيليديون يعتقدون أن شخصاً آخر صلب بدلاً من المسيح.وثمة فِرق نصرانية قالت بأن المسيح نجا من الصلب، وأنه رفع إلى السماء، ومنهم الروسيتية والمرسيونية والفلنطنيائية. وهذه الفرق الثلاث تعتقد ألوهية المسيح، ويرون القول بصلب المسيح وإهانته لا يلائم البنوة والإلهية. كما تناقل علماء النصارى ومحققوهم إنكار صلب المسيح في كتبهم، وأهم من قال بذلك الحواري برنابا في إنجيله. ويقول ارنست دي بوش الألماني في كتابه - الإسلام: أي النصرانية الحقة : ما معناه: إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس، ومن شابهه من الذين لم يروا المسيح، لا في أصول النصرانية الأصلية. ويقول ملمن في كتابه - تاريخ الديانة النصرانية : « إن تنفيذ الحكم كان وقت الغلس، وإسدال ثوب الظلام، فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم كما اعتقد بعض الطوائف، وصدقهم القرآن » . وأخيراً نذكر بما ذكرته دائرة المعارف البريطانية في موضوع روايات الصلب حيث جعلتها أوضح مثال للتزوير في الأناجيل. ومن المنكرين أيضاً صاحب كتاب - الدم المقدس، وكأس المسيح المقدس : فقد ذكر في كتابه أن السيد المسيح لم يصلب، وأنه غادر فلسطين، وتزوج مريم المجدلية، وأنهما أنجبا أولاداً، وأنه قد عثر على قبره في جنوب فرنسا، وأن أولاده سيرثون أوربا، ويصبحون ملوكاً عليها. وذكر أيضاً أن المصلوب هو الخائن يهوذا الأسخريوطي، الذي صلب بدلاً من المسيح المرفوع. وإذا كان هؤلاء جميعاً من النصارى، يتبين أن لا إجماع عند النصارى على صلب المسيح، فتبطل دعواهم بذلك. ويذكر معرِّب - الإنجيل والصليب : ما يقلل أهمية إجماع النصارى لو صح فيقول بأن أحد المبشرين قال له: كيف يُنكر وقوع الصليب، وعالم المسيحية مطبق على وقوعه ؟ فأجابه: كم مضى على ظهور مذهب السبتيين ؟ فأجاب القس المبشر: نحو أربعين سنة. فقال المعرِّب: إن العالم المسيحي العظيم الذي أطبق على ترك السبت خطأ 1900 سنة، هو الذي أطبق على الصلب. وأما إجماع اليهود فهو أيضاً لا يصح القول به، إذ أن المؤرخ اليهودي يوسيفوس المعاصر للمسيح والذي كتب تاريخه سنة 71م أمام طيطوس لم يذكر شيئاً عن قتل المسيح وصلبه. أما تلك السطور القليلة التي تحدثت عن قتل المسيح وصلبه، فهي إلحاقات نصرانية كما جزم بذلك المحققون وقالوا: بأنها ترجع للقرن السادس عشر، وأنها لم تكن في النسخ القديمة. ولو صح أنها أصلية فإن الخلاف بيننا وبين النصارى وغيرهم قائم في تحقيق شخصية المصلوب، وليس في وقوع حادثة الصلب. «وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه » النساء: 157 وهذا حال اليهود والنصارى فيه.ولكن المؤرخ الوثني تاسيتوس كتب عام 117م كتاباً تحدث فيه عن المسيح المصلوب. وعند دراسة ما كتبه تاسيتوس، يتبين ضعف الاحتجاج بكلامه، إذ هو ينقل إشاعات ترددت هنا وهناك، ويشبه كلامه أقوال النصارى في محمد - في القرون الوسطى. ومما يدل على ضعف مصادره، ما ذكرته دائرة المعارف البريطانية، من أنه ذكراً أموراً مضحكة، فقد جعل حادثة الصلب حادثة أممية، مع أنها لا تعدو أن تكون شأناً محلياً خاصاً باليهود، ولا علاقة لروما بذلك. ومن الجهل الفاضح عند هذا المؤرخ، أنه كان يتحدث عن اليهود - ومقصده: النصارى. فذكر أن كلوديوس طردهم من رومية، لأنهم كانوا يحدثون شغباً وقلاقل يحرضهم عليها - السامي - أو - الحسن - ويريد بذلك المسيح. ومن الأمور المضحكة التي ذكرها تاسيتوس قوله عن اليهود والنصارى بأن لهم إلهاً، رأسه رأس حمار، وهذا هو مدى علمه بالقوم وخبرته. كما قد شكك المؤرخون بصحة نسبة العبارة إلى تاسيتوس، ومنهم العلامة أندريسن وصاحبا كتابي - ملخص تاريخ الدين - و - شهود تاريخ يسوع -.وقد تحدث أندريسن أن العبارة التي يحتج بها النصارى على صلب المسيح في كلامه مغايِرة لما في النسخ القديمة التي تحدثت عن chrestianos بمعنى الطيبين، فأبدلها النصارى، وحوروها إلى: christianos بمعنى المسيحيين. وقد كانت الكلمة الأولى - الطيبين - تطلق على عُبّاد إله المصريين -أوزيريس-، وقد هاجر بعضهم من مصر، وعاشوا في روما، وقد مقتهم أهلها وسموهم: اليهود، لأنهم لم يميزوا بينهم وبين اليهود المهاجرين من الإسكندرية، فلما حصل حريق روما؛ ألصقوه بهم بسبب الكراهية، واضطهدوهم في عهد نيرون. وقد ظن بعض النصارى أن تاسيتوس يريد مسيحهم الذي صلبوه، فحرف العبارة، وهو يظن أنه يصححها. ويرى العلامة أندريسن أن هذا التفسير هو الصحيح. وإلا كان هذا المؤرخ لا يعرف الفرق بين اليهود والنصارى، ويجهل أن ليس ثمة علاقة بين المسيح وروما. وهكذا فإن التاريخ أيضاً ناطق بالحقيقة، مُثبت لما ذكره القرآن عن نجاة المسيح وصلب غيره.
====================================================

هكذا يعتقد المسيحيون

#message { overflow:auto; visibility:hidden }
YAHOO.Shortcuts.hasSensitiveText = true;
YAHOO.Shortcuts.doUlt = false;
YAHOO.Shortcuts.location = "us";
YAHOO.Shortcuts.lang = "us";
YAHOO.Shortcuts.document_id = 32;
YAHOO.Shortcuts.document_type = "";
YAHOO.Shortcuts.document_title = "";
YAHOO.Shortcuts.document_publish_date = "";
YAHOO.Shortcuts.document_author = "";
YAHOO.Shortcuts.annotationSet = {
lw_1178833581_0: {
text: 'yahoo.com',
startchar: 10213,
endchar: 10221,
start: 13725,
end: 13733,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/place/virtual/web_site']},
lw_1178833581_1: {
text: 'yahoo.com',
startchar: 10389,
endchar: 10397,
start: 13901,
end: 13909,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/place/virtual/web_site']},
lw_1178833581_2: {
text: ' Messages in this topic ',
startchar: 10848,
endchar: 10880,
start: 14360,
end: 14392,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://groups.yahoo.com/group/anssarallah/message/2420;_ylc=X3oDMTM1MXFvNGVnBF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRtc2dJZAMyNDIwBHNlYwNmdHIEc2xrA3Z0cGMEc3RpbWUDMTE2NzgzNTQwMwR0cGNJZAMyNDIw",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_3: {
text: ' Reply (via web post) ',
startchar: 11209,
endchar: 11286,
start: 14721,
end: 14798,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://groups.yahoo.com/group/anssarallah/post;_ylc=X3oDMTJxcG04dTkyBF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRtc2dJZAMyNDIwBHNlYwNmdHIEc2xrA3JwbHkEc3RpbWUDMTE2NzgzNTQwMw--?act=reply&messageNum=2420",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_4: {
text: ' Start a new topic ',
startchar: 11544,
endchar: 11569,
start: 15056,
end: 15081,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkClass: "bld",
linkHref: "http://groups.yahoo.com/group/anssarallah/post;_ylc=X3oDMTJmdTkyY3UyBF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRzZWMDZnRyBHNsawNudHBjBHN0aW1lAzExNjc4MzU0MDM-",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_5: {
text: 'Messages',
startchar: 11868,
endchar: 11875,
start: 15380,
end: 15387,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://groups.yahoo.com/group/anssarallah/messages;_ylc=X3oDMTJma3NsNW9nBF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRzZWMDZnRyBHNsawNtc2dzBHN0aW1lAzExNjc4MzU0MDM-",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_6: {
text: 'Files',
startchar: 12119,
endchar: 12123,
start: 15631,
end: 15635,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://groups.yahoo.com/group/anssarallah/files;_ylc=X3oDMTJncG9kaXV1BF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRzZWMDZnRyBHNsawNmaWxlcwRzdGltZQMxMTY3ODM1NDAz",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_7: {
text: 'Photos',
startchar: 12368,
endchar: 12373,
start: 15880,
end: 15885,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://groups.yahoo.com/group/anssarallah/photos;_ylc=X3oDMTJmbHNvMWoyBF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRzZWMDZnRyBHNsawNwaG90BHN0aW1lAzExNjc4MzU0MDM-",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_8: {
text: 'Links',
startchar: 12617,
endchar: 12621,
start: 16129,
end: 16133,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://groups.yahoo.com/group/anssarallah/links;_ylc=X3oDMTJnOTQ3cm0yBF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRzZWMDZnRyBHNsawNsaW5rcwRzdGltZQMxMTY3ODM1NDAz",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_9: {
text: 'Database',
startchar: 12864,
endchar: 12871,
start: 16376,
end: 16383,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://groups.yahoo.com/group/anssarallah/database;_ylc=X3oDMTJkbHBxZHFoBF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRzZWMDZnRyBHNsawNkYgRzdGltZQMxMTY3ODM1NDAz",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_10: {
text: 'Polls',
startchar: 13115,
endchar: 13119,
start: 16627,
end: 16631,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://groups.yahoo.com/group/anssarallah/polls;_ylc=X3oDMTJnbzh2ZzZxBF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRzZWMDZnRyBHNsawNwb2xscwRzdGltZQMxMTY3ODM1NDAz",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_11: {
text: 'Members',
startchar: 13365,
endchar: 13371,
start: 16877,
end: 16883,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://groups.yahoo.com/group/anssarallah/members;_ylc=X3oDMTJmM2xha29rBF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRzZWMDZnRyBHNsawNtYnJzBHN0aW1lAzExNjc4MzU0MDM-",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_12: {
text: 'Calendar',
startchar: 13618,
endchar: 13625,
start: 17130,
end: 17137,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://groups.yahoo.com/group/anssarallah/calendar;_ylc=X3oDMTJlcjVoZWIzBF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRzZWMDZnRyBHNsawNjYWwEc3RpbWUDMTE2NzgzNTQwMw--",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_13: {
text: ' ',
startchar: 13941,
endchar: 13941,
start: 17453,
end: 17453,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://groups.yahoo.com/;_ylc=X3oDMTJlbnBmZzVzBF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRzZWMDZnRyBHNsawNnZnAEc3RpbWUDMTE2NzgzNTQwMw--",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_14: {
text: 'Change settings via the Web',
startchar: 14305,
endchar: 14331,
start: 17817,
end: 17843,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://groups.yahoo.com/group/anssarallah/join;_ylc=X3oDMTJnbmhoNzhsBF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRzZWMDZnRyBHNsawNzdG5ncwRzdGltZQMxMTY3ODM1NDAz",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_15: {
text: 'Switch delivery to Daily Digest',
startchar: 14515,
endchar: 14545,
start: 18027,
end: 18057,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "/ym/Compose?To=anssarallah-digest@yahoogroups.com&Subj=Email Delivery: Digest",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_16: {
text: 'Switch format to Traditional',
startchar: 14690,
endchar: 14717,
start: 18202,
end: 18229,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "/ym/Compose?To=anssarallah-traditional@yahoogroups.com&Subj=Change Delivery Format: Traditional",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_17: {
text: ' Visit Your Group ',
startchar: 14956,
endchar: 14980,
start: 18468,
end: 18492,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://groups.yahoo.com/group/anssarallah;_ylc=X3oDMTJlNjQxbDh2BF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRzZWMDZnRyBHNsawNocGYEc3RpbWUDMTE2NzgzNTQwMw--",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_18: {
text: ' Yahoo! Groups Terms of Use ',
startchar: 15077,
endchar: 15109,
start: 18589,
end: 18621,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://docs.yahoo.com/info/terms/",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_19: {
text: ' Unsubscribe ',
startchar: 15233,
endchar: 15250,
start: 18745,
end: 18762,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "/ym/Compose?To=anssarallah-unsubscribe@yahoogroups.com&Subj=",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_20: {
text: ' Visit Your Group ',
startchar: 15688,
endchar: 15710,
start: 19200,
end: 19222,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://groups.yahoo.com/group/anssarallah;_ylc=X3oDMTJmMHRuMTd1BF9TAzk3MzU5NzE0BGdycElkAzE0MjIxNTQwBGdycHNwSWQDMTcwNzI0NTk3NQRzZWMDdnRsBHNsawN2Z2hwBHN0aW1lAzExNjc4MzU0MDM-",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_21: {
text: 'Yahoo Avatars',
startchar: 15835,
endchar: 15848,
start: 19347,
end: 19360,
weight: 2.11518,
type: ['shortcuts:/us/instance/organization/company/yahoo_property']
,
metaData: {
yprop_name: "Yahoo! Avatars",
yprop_url: "http://avatars.yahoo.com/"
}
},
lw_1178833581_22: {
text: 'Express Yourself',
startchar: 16075,
endchar: 16090,
start: 19587,
end: 19602,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://us.ard.yahoo.com/SIG=12i9h703p/M=493064.9803228.10510222.8674578/D=groups/S=1707245975:NC/Y=YAHOO/EXP=1167842603/A=3848515/R=0/SIG=10qidb854/*http://avatars.yahoo.com",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_23: {
text: 'Get it all!',
startchar: 16544,
endchar: 16554,
start: 20056,
end: 20066,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://us.ard.yahoo.com/SIG=12iindphi/M=493064.9803214.10510208.8674578/D=groups/S=1707245975:NC/Y=YAHOO/EXP=1167842603/A=3848570/R=0/SIG=12j26nlu5/*http://us.rd.yahoo.com/evt=42411/*http://advision.webevents.yahoo.com/handraisers",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
},
lw_1178833581_24: {
text: 'Quick file sharing',
startchar: 16985,
endchar: 17002,
start: 20497,
end: 20514,
weight: 1,
type: ['shortcuts:/us/instance/identifier/hyperlink/http']
,
metaData: {
linkHref: "http://us.ard.yahoo.com/SIG=12i0n9oj0/M=493064.9803215.10510209.8674578/D=groups/S=1707245975:NC/Y=YAHOO/EXP=1167842603/A=3848580/R=0/SIG=11umg3fun/*http://us.rd.yahoo.com/evt=42403/*http://messenger.yahoo.com",
linkProtocol: "http",
linkRel: "nofollow",
linkTarget: "_blank"
}
}
};
YAHOO.Shortcuts.overlaySpaceId = "97546169";
YAHOO.Shortcuts.hostSpaceId = "97546168";



بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث حول التثليث من موضوعاتي المفضلة ، و لنبدأ فيه بمقتطفات من عقيدة أثناسيوس : (( الإيمان الجامع هو أن نعبد إلها واحدًا في ثالوث ، و ثالوثًا في وحدانية ، ألا نخلط الأقانيم ، و لا نفصل الجوهر ، فإن للآب أقنومًا على حده ، و للابن أقنومًا على حدة ، و للروح أقنومًا آخر ، و لكن لاهوت الآب و الابن و الروح القدس كله واحد ، متساوو المجد أبديو الجلال معًا . . . الآب إله و الابن إله و الروح القدس إله ، و لكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد . . . الآب رب و الابن رب و الروح القدس رب ، و لكن ليسوا ثلاثة أرباب بل رب واحد . . . الدين الجامع ينهانا عن أن نقول بوجود ثلاثة آلهة أو ثلاثة أرباب )) .

و الحق أنه من خلال الكلام السابق يتضح للناظر وجود ثلاثة أشخاص على وجه الحقيقة في عقيدة النصارى وضوحًا بينًا .. و ذلك لأنهم نصوا على وجود و تميز كل واحد منهم على وجه الحقيقة .. أما الوحدانية فهي مجرد دعوى غير واضحة و هي غير المعقول في كلامهم ؛ لأنهم زعموا أن الثلاثة واحد ، و هذا لا يعقل !
و يصدق عليهم في كلامهم أنهم يعبدون ثلاثة آلهة و يجعلونها ضمن مسمى واحد و هو (الله) و بناءً عليه يعتقدون بأنهم موحدون .. و هذا منهم مجرد ذر للرماد في العيون ، لأن ذلك لا يخرجهم من أن يكونوا مشركين يعبدون آلهة مع الله .. و هذا ما يحذره النصارى و يحاولون أن يدفعوه عن أنفسهم بدعوى وحدانية الله .
لكن العاقل يستطيع التمييز بين ما هو حقيقي و بين ما هو مجرد دعوى .
ثم ننتقل للسؤال الذي طرحه النصارى أمام المسلمين : أي نوع من الوحدانية هي وحدانية الله ؟
يقول د. هاني رزق الله في كتابه " ما معنى أن يسوع المسيح هو ابن الله " :اتخذ أحدهم مثلاً من الشمس ليقرب معنى الثالوث فقال إن الشمس على هيئة دائرة و هي مضيئة و لها حرارة و قد أخطأ هذا الشخص رغم اجتهاده ، لأن الشمس لو رفعت عنها خاصية الحرارة لصارت ناقصة . أما في الثالوث المقدس (الآب و الابن و الروح القدس) ، نجد أن الله الآب هو إله كامل ، الله الابن هو إله كامل ، الله الروح القدس هو إله كامل ، و هم أقانيم ثلاثة داخل الجوهر الواحد و لا يمكن الفصل بينهم .( د. هاني رزق الله ، ما معنى أن يسوع المسيح هو ابن الله ص8 )
فها هم ثلاثة حقيقيين و كل من الثلاثة إله كامل حقيقي و تربطهم رابطة واحدة داخل هذا الكيان المسمى (الله) .. و هذا ينقلنا للب الموضوع : إن الوحدانية التي يقصدها النصارى ليست هي التوحيد الذي يعتنقه المسلمون و الذي فيه أن الله واحد على وجه الحقيقة ، بل هم يؤمنون بوحدانية لا تمنع التعدد على سبيل الشركة بين الآلهة .. فالآلهة متشاركة في (وحدة) كما الأسرة عبارة عن وحدة تضم أفرادًا متعددين .
في كتاب قيم اسمه (إله واحد رب واحد روح واحد .. تفسير معاصر للإيمان الرسولي) كتبه هانز جورج لينك و ترجمه بهيج يوسف يعقوب و هو من مطبوعات مجلس الكنائس العالمي الذي يضم جميع الطوائف النصرانية ، يقول المؤلف :و هذه الوحدة تسمو فوق كل وحدة أخرى ذات شكل حسابي أو منطقي خالص – إنها وحدة الـkoinonia (الشركة) فإن كلاً من وحدة و اختلاف الأقانيم الإلهية لها نفس القيمة في كل من مظهر و كيان الـkoinonia . . . فكل أقنوم من الأقانيم الإلهية يحيا حياة الأقنومين الآخرين ، و هو لا يحيا مع الأقنومين الآخرين فقط ، بل أيضًا من أجلهما ، و الكنائس المحلية المتحدة أيضًا على نفس هذه الصورة ستعيش حياة الكنائس الأخرى ، و تعيش كل الكنائس حياة بعضها ، بينما تحتفظ كل كنيسة بمواهبها الخاصة .( هانز جورج لينك ، إله واحد رب واحد روح واحد ص53 )
فالله الواحد الذي يعبده النصارى ليس واحدًا حسابيًا ينافي التعدد كما يعتقد المسلمون ، بل هو وحدة تتألف من عدة أفراد بينهم علاقات متواصلة ، و لا داعي للتذكير بأن كل فرد من أعضاء هذه الوحدة هو إله تام كامل .. و على الكنائس أن تكون بينها وحدة على منوال وحدة الله .
يقول الكاتب في موضع آخر :يختلف تجاوب النص المعدل في (كريه بيرار) مع التحديات التي تثيرها اليهودية و الإسلام إلا أنه أشد وضوحًا من النصوص السابقة ، باستخدامه لفكرة الوحدة المتميزة التي تجمع بين كل من السمو و التأصل ، و حدة لا تمنع التعدد ، على أن المناقشات التي قدمتها نصوص (كريه بيرار) و إن كانت أكثر فلسفة ، إلا أنها تعني نفس المعنى الذي جاء في النصوص السابقة ، أي أن وحدة الله معبر عنها في الشركة التي لا تنفصم بين الأقانيم الثلاثة .( المصدر السابق ص124-125 )
و يقول كذلك :إن أقانيم الثالوث هي جزء مما يسميه (مولتمان) : (شبكة اجتماعية) و أن الثالوث هو ثالوث اجتماعي ، كل أقنوم فيه منفتح على الباقيين و معتمد عليهما . و هم يعيشون – بفضل محبتهم الأبدية – في بعضهم البعض ، و يسكنون في بعضهم البعض لدرجة أنهم (واحد) .( المصدر السابق ص135 )
لا أرى أن هذه التصريحات البينة تحتاج لتعليق .. رغم هذا أكرر أن النصارى يعتقدون بثلاثة أقانيم حقيقية و كل أقنوم من هؤلاء الثلاثة إله تام و كامل .. و هذا شرك صريح لا نزاع فيه ! .. و أن دعواهم في الله الواحد هي مجرد دعوى فموية ليس لها أي أساس من الواقع بل هي غير معقولة و تناقض التثليث صراحةً .
و النصارى بهذا المعتقد لا يخالفون فقط التوحيد الذي يعتنقه المسلمون ، بل يخالفون اعتقاد جميع الرسل و الأنبياء ، حتى كتب العهد القديم و العهد الجديد بين أيديهم تصرح بالتوحيد الحقيقي لله و ليس فيها أي ذكر للأقانيم أو الثالوث .
و الحمد لله على نعمة التوحيد و الإسلام
=================================
وصية يسوع عليه السلام
إن عيسى عليه السلام قد أوصانا بوصية عظيمة هي ميزان بين الحق والباطل والصدق والكذب فهلم فلنقرأها ثملنتأمل معانيها :قال عيسى عليه السلا م: ( احذروا الأنبياء الدجالين الذين يأتون إليكم لابسين ثياب الحملان،و لكنهم منالداخل ذئاب خاطفة،من ثمارهم تعرفو?م،هل ?يجنى من الشوك عنب أم العليق تين؟هكذا كل شجرة جيدة تثمرثمرًا جيدًا ،أما الشجرة الرديئة فإ?ا تثمر ثمرًا رديئاً ،لا يمكن أن تثمر الشجرة الجيدة ثمرًا رديئاً ، ولا الشجرة: الرديئة ثمرًا جيدًا ، وكل شجرة لا تثمر ثمرًا جيدًا تقطع وتطرح في النار ،إذًا من ثمارهم تعرفو?م ) [ متى 7. [ 15 20إن هذه الوصية العظيمة لتعتبر الامتحان الحاسم لكل من يدعي النبوة ( من ثمارهم تعرفو?م )، فكل من أدعىالنبوة فلينظر إلى ثماره حتى يعرف صدقه من كذبه ، وإن أعظم من جاء بعد عيسى عليه السلام هو محمد صلىالله عليه وسلم فلنطبق عليه وصية عيسى عليه السلام:قال المستشرق وليم موير :( لقد امتاز محمد بوضوح كلامه ويسر دينه ،وقد أتم من الأعمال ما يدهش العقول ،ولم يعهد التاريخ مصلحاً أيقظ النفوس وأحيا الأخلاق ورفع شأن الفضيلة في زمن كما فعل محمد نبي الإسلام).ويقول الكاتب الإنجليزي المعروف برناردشو : ( إني اعتقد أن رجلاً كمحمد لو تسلم زمام الحكم المطلق فيالعلم بأجمعه اليوم لتم النجاح له في حكمه ولقاد العالم إلى الخير، وحل مشاكله على وجه يحقق للعالم ك لهالسلام والسعادة المنشودة ) .ويقول الشاعر لامرت ين:(إن محمدا هو أعظم رجل بكل المقاييس التي وضعت لوزن العظمة الإنسانية،فإذا كانمقياس العظمة الإنسانية هو إصلاح شعب متدهور فمن ذا الذي يطاول محمدا في هذا المضمار؟،وإذا كانمقياس العظمة هو توحيد الإ نسانية المفككة الأوصال،فإن محمدا أجدر الناس ?ذه العظمة؛لأنه جمع شمل العرببعد تفكك شامل،وإذا كان مقياس العظمة هو إقامة حكم السماء في الأرض،فمن ذا الذي ينافس محمدا الذيمحا مظاهر الوثنية وثبت عبادة الله وقوانينه في عالم الوثنية والقوة) .ويقول العالم الإ مريكي مايكل ها رت في كتابه المئة الأوائل ( 21 ) : (إن محمدا كان الرجل الوحيد في التاريخالذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي،لقد أسس محمدا ونشر أعظم الأديان فيالعالم)،وقال( 26 ):(إن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معا يخوله أن يعتبر أعظمشخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية).أيها القارئ يا من أحب له الخير إن هؤلاء المتحدثين قد شهدوا بثمرة الإسلام الذي هو دين محمد صلى الله عليهوسلم فلماذا شهدوا بذلك ؟.إن الإسلام قد جاء متمماً للرسالة التي جاء ?ا عيسى والأنبياء قب له عليهم السلام،والتي تكفل للعالم السلاموالسعادة اللذين ينشدهما .فالإسلام في عقيدته قد جاء بأوضح مفهوم عن الواحد الأحد المتره عن النقائص، وشرع للناس ما يوافق فطرهم،ويضمن للجميع حقوقه بالعدل و الرحمة مهما اختلفت ألوا?م وطبقا?م وأجناسهم.ثم تأمل بنظرة متجردة وعقل متزن لو قيل إن محمدًا ملك ظالم ونبي كاذب أيمكن أن ينتشر دينه ?ذا الانتشارالسريع إذ في أقل من قرن بلغ اتساعه من أسبانيا غرباً إلى الصين شرقاً ومن السودان جنوباً إلى تركيا شمالاًأيمكن أن ينتصر على كل أعدائه ؟،أيمكن أن يحكم العالم كله؟.ولو قيل ما سبق من أنه نبي كاذب قد قهر الناس بسيفه وأقام ثلا ثا وعشرين سنة يد?عي النبوة ويكذِّب على اللهفيقول إنه أمرني و?اني وأوحى إلي، وبقي على هذا يغير دين الأنبياء ويعادي أممهم وينسخ شرائعهم ،فلا يخلو إماأن يقال إن الله قد أطلع على ذلك وشاهده أو يقال إنه خفي عليه ولم يعلمه ، ولا شك أن أي مؤمن با لله لايقول إنه خفي عليه ولم يعلمه؛ لأنه ينسب ربه إلى الجهل .وإن كان كذلك لم يبق إلا أن الله علمه واطلع عليه وحي نئذ إما أن يكون قادرًا على تغييره أو لا يكون قادرًاعلى ذلك ،ولو قيل هو غير قادر لكان فيه نسبة الله إلى العجز المنافي للألوهية والربوبية،وإن قلت إنه كان قادرًاوهو مع ذلك يعزه وينصره ويؤيده ويعلي كلمته،ويجيب دعاءه، ويمكنه من أعدائه ،ويظهر على يديه المعجزات،ثم يمكن لأصحابه وأتباعه، ألا ترى أن ذلك فيه نسبة الرب إلى الظلم والسفه الذي لا يليق بآحاد العقلاء فكيفبرب الأرباب الحكم العدل جل وع لا،فلم يبق إلا أنه قادر وقد نصره وأعلى دينه وأتباعه لأ?م حققوا مرادهسبحانه.ولعل قائلاً أن يقول إنه نبي ،ولكنه نبي العر ب ورسولهم، وهذا أيضاً يناقض العقل ؛لأنك إن صدقته بأنه رسولونبي وجب عليك تصديقه في كل ما يقول؛ لأن النبي لا يكذب ، وهو قد أخبر أنه رسول إلى العالم كله وإلىجميع البشر وقد حارب اليهود والنصارى وأمرهم أن يتبعوه.وإلي القارئ الم نصف بعد هذا شيئاً من النصوص التي ينبغي أن يعمل فيها عق له ليصل إلى الحق إن شاء الله علماًبأن ما سأذكره إنما هي نبوءات مستنبطة من الكتاب المقدس، وليست تلك الطريقة غريبة ؛ لأن القسيسينيستدلون بآلاف من النبوءات الموجودة في التوراة ويثبتو?ا لعيسى عليه السلام وهنا سنستعمل تلك الطريقة ذا?امع نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .ومن تلك النبوءات:: 1 ( أقيم لهم نبياً من وسط إخو?م مثلك ،وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ) [ التثنية 18.[ 18تأمل معي هذا الخطاب الموجه إلى موسى عليه السلام :أولاً : قوله مثلك وعيسى عليه السلام ليس كمثل موسى عليه السلام،فموسى عليه السلام له أب وأم ولم تكنولادته معجزة ،وكان متزوجاً وقد أنجب الأولاد ،ولم ترفضه أبناء أمته في حياته، وكان إماماً في قومه يقيم فيهمأحكام الشرع الموحى إليه،كما أنه ج اء بشرع جديد ،ومات موتاً طبيعياً، بينما عيسى عليه السلام يخالفه فيكل ما سبق،وأما محمد عليه السلام فإنه يوافقه في كل ما سبق ، فمن هو المقصود حينئذ بقوله (مثلك)؟.ثانياً : ( من وسط إخو?م ) وهذا خطاب لموسى عليه السلام وهو مرسل في اليهود وهم من أبناء إسحاق ،وإخو?م من أبناء إسماعيل ومحمد عليه السلام هو الذي أرسل إلى بني إسماعيل إخوة اليهود .2 (لأني إن كنت لا أذهب لا يأتيكم المعين وفي نسخة المعزي ،ولكني إذا ذهبت أرسله إليكم،وعندمايجيء يبكت العالم على الخطيئة وعلى البر وعلى الدينونة،أما على الخطيئة فلأ?م لا يؤمنون بي،وأما على البرفلأني عائد إلى الأب فلا ترونني بعد،وأما على الدينونة فلأن سيد وفي نسخة رئيس هذا العالم قد صدر.[ عليه حكم الدينونة)[يوحنا 8:16 11( ولكن عندما يأتيكم روح الحق يرشدكم إلى الحق كله ،لأنه لا يقول شيئا من عنده،بل يخبركم بمايسمعه،ويطلعكم على ما سوف يحدث،وهو سيمجدني لأن كل ما سيحدثكم به صادر عني،كل ما هو للأب.[ فهو لي ،ولذلك قلت لكم إن ما سيحدثكم به صادر عني)[يوحنا 13:16 15(وسوف أطلب من الأب أن يعطيكم معينا وفي نسخة معزيا آخر يبقى معكم إلى الأبد )[يوحنا.[16:14(وأما الروح القدس المعين الذي سيرسله الأب باسمي فإنه يعّلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم )[ [يوحنا 16:14(وعندما يأتي المعين الذي سأرسله لكم من عند الأب روح الحق الذي ينبثق من الأب فهو يشهد لي).[ [يوحنا 26:15أولاً : لا يمكن أن يكون المعين هو المسيح نفسه ؛لأنه يتكلم عن شخص آخر سيأتي بعد ذهابه (ولكني إذاذهبت أرسله إليكم).ثانياً : أن المعين يفسر كل شيء (يرشدكم إلى الحق كله ،لأنه لا يقول شيئا من عنده،بل يخبركم بمايسمعه،ويطلعكم على ما سوف يحد ث)وفي نسخة قديمة : ( يرشدكم إلى جميع الحق لأنه ليس ينطق من عنده بليتكلم بما يسمع ويخبركم بكل ما يأتي ويعرفكم جميع ما للأب )، ولم يأت بعد عيسى عليه السلام من يفسركل شيء وأحكام كل شيء إلا محمد عليه الصلاة و السلام ،فأنه جاء بحقوق الله وحقوق البشر وحقوق الأفرادوالجماعات ،فليس في الكون شريعة شاملة لكل شيء اشتملت على ا لعقائد وأحكام العبادات والمعاملاتوالآداب إلا شريعة محمد عليه الصلاة و السلام، كما أنه أخبر بما سيأتي يوم القيامة وبكثير مما سيأتي فيالدنيا،ولا يمكن أن يكون المقصود هو بولس فضلا عن غيره،لأنه لم يبين أحكام كل شيء،ولم يفسر كلشيء،بل إنه أبطل كثيرا من أحكام التوراة فهو مبطل ولم يأت بجديد.كما أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد شهد لعيسى عليه السلام بالحق ونزهه عن كل ما يصفه به الظالمو ن منأنه ابن زنى وأمه زانية، بل وقا ل:(أنا أولى الناس بابن مريم في الدنيا والآخرة،ليس بيني وبينه نبي )،وهو قد ذكَّربكل ما قاله عيسى ع ليه السلام،وما بعث عيسى عليه السلام لأجله،وقد جاء في نسخة قديمة :( يجيء لكمبالأسرار ويفسر لكم كل شيء ، وهو يشهد لي كما شهدت له فإني أجيئكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل)،ومحمد صلى الله عليه وسلم قد جاء بتبيين الحقائق،ولم يأت بالأمثال فقط ،فهو قد جاء بالتأو يل يعني التفسيروتبيين حقائق ما تؤول إليه الأشياء .3 _ ( إن سيد العالم قادم علي،ولا شيء له في)[يوحنا 31:15 ] ، إن عيسى عليه السلام هنا لا يتكلم عننفسه كما هو واضح من العبارة،ولا يمكن أن يكون المقصود بذلك هو بولس،بل لا يمكن لأحد أن يدعي أنهسيد العالم،فهو أقل شأنا من عيسى عليه السلام عند النصارى فكيف يكون سيدا للعالم بما فيهم عيسى عليهالسلام؛لأن عيسى عليه السلام لم يخرج نفسه من العالم،ولك أن تسأل :من هو أعظم رجل جاء بعد عيسى عليهالسلام؟، من الرجل الذي يمكن أن تنطبق عليه أوصاف السيادة العالمي ة؟من هو الرجل الذي تمكن من قيادة العالمفأصبح دينه يسيطر على العالم كله ؟.1974 م) بدراسة لمعرفة آراء الكثيرين حول موضوع من هو أعظم قادة / 7 / لقد قامت مجلة التايمز (عدد 15العالم وقد كانت الإجابات مختلفة ، ولكن العالم النفساني الأمريكي جولز ماسرمان وضع بعض القوانين التيتقرر عظمة القائد ، وهي :1 _ أن يوفر الخير والسعادة لأمته .2 _ أن يوفر نظامًا اجتماعيًا متكام ً لا يعطي الشعور بالأمان للأمة .3 _ أن يوفر للأمة معتقدات ومبادئ يؤمنون ?ا .وحاول أن يطبق هذه القوانين على كثير من العظماء كموسى النبي عليه السلام وقيصر وهتلر وغيرهم ، ثم قال:( إن أمثال باستور وساْلِك هم قادة ينتمون إلى الضابط الأول ، وآخرون أمثال غاندي وكونفوشيوس من جهةوقيصر وهتلر من جهة أخرى فإ?م ينتمون إلى الضابط الثاني ، وربما أيضاً الضابط الثالث ، أما بالنسبة للمسيحعيسى _ عليه السلام _ وبوذا فإ?م ينتمون إلى الضابط الثالث ، ولعل أعظم قائد في التاريخ هو محمد _ عليهالسلام _ الذي جمع بين الضوابط الثلاثة ، وموسى _ عليه السلام _ تقريبًا جمع بينهم كذلك ) .ففي نظر القارئ المنص ف من هو سيد العالم الذي سيأتي بعد عيسى عليه السلام؟، إن العدل والإنصاف يقتضيانأن نقول هو محمد صلى الله عليه وسلم.4 (إن ملكوت الله سيترع من أيديكم ويسلم إلى شعب يؤدي ثمره )[متى 43:21 ]هذه المقالة قالها عيسىعليه السلام لأشرف أصحابه وهم الحواريون وهم من بني إسرائيل،وهو يخبرهم أن ملكوت الله سيترع منهملشعب آخر،فمن يكون هذا الشعب إذا لم يكن هو شعب بني إسماعيل؟!.ولعل مما يزيد بصيرة ويوضح الأمر بجلاء أن تراجع هذه المواضع من الكتاب المقدس وتتأملها وتجعل العقل الحرهو الحكم،وبما أ?ا نبوءات تحتاج إلى تفسير فإني أضع بعض ما يفسر رموزها باختصار:المزام ير[ 1:68 7] ذكر أنه سيبدد الله أعداءه،وأنه سيهاجر مع الموحدين من الرمضاء إلى فلاح ،وسيسلكفي طريقه القفار ،ومحمد صلى الله عليه وسلم ابتدأ دعوته بمكة وكانت في الرمض اء،وهاجر إلى المدينة وكانتأرض فلاحة،وسلك الصحراء في هجرته من مكة إلى المدينة.المزام ير[ 19:89 36 ] ذكر أنه سيملك الأرض والبحر،وتذل له الملوك،وهذا ما حدث لمحمد صلى الله عليهوسلم ولأمته.إشعياء [ 6:9 7]ذكر أنه يولد له ولد تكون الرئاسة على كتفه،وفيه إشارة إلى خاتم النبوة الذي كان فيظهر محمد صلى الله عليه وسلم بين كتفيه (وهو قطعة من اللحم مرتفعة مثل البيضة)،وذكر أن اسمه سيكونغريبا وسيكون رئيس السلام،وقد جاء في طبعة 1722 م مطبعة انتوني بورتلي:واسمه أحمد.إشعياء [ 6:21 17 ]ذكر أن ركاب حمير وركاب جمال قادمون، وستسقط بابل وجميع الأصنام،وسيأتيوحي من جهة دومة من جهة بلاد العرب وسينصره أهل تيماء،وأن من نصره سيهربون وسيفنى بعد مدة مجدقيدار ويبقى مجد أهل تيماء،ومعلوم أن عيسى عليه السلام يركب الحمار ومحمد صلى الله عليه وسلم يركبالجمل،ولم تسقط بابل والأصنام إلا على يد محمد وأمته،ولم يأت وحي من جهة العرب بعد موسى عليه السلامإلا الوحي الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم،وأهل تيماء هم الأنصار أهل المدينة،وأهل مكة هم من بنيقيدار ابن إسماعيل،وقد زال مجد من حارب الوحي منهم على يد أهل تيماء،وهذا الموضع من أصرح المواضع لمنابتغى الحق.إشعياء [ 12:29 ]ذكر أنه سيدفع الكتاب لمن يقال له اقرأ فيقول لا أعرف،وهو ما حدث لمحمد صلى الله عليهوسلم في غار حراء،وكان أميا لا يعرف القراءة.إشعياء [ 3:40 8]صوت صارخ في البرية يعلن طريق الرب يسمعه كل البشر،يقال له ناد فيقول بماذاأنادي،ومحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه هم من خرج في الصحراء وكانوا أميين.إشعياء [ 1:42 4و 11 13 ]ذكر المختار وأنه لا يصيح ولا يسمع صوته في الشارع،ولا يكل ولا ينكسرحتى يضع الحق في الأرض،وتنتظر الجزائر شريعته،وأنه سترتفع ديار قيدار وتترنم سكان سالع ويعطوا الرب مجداويخبروا بتسبيحه في الجزائر،ومحمد صلى الله عليه وسلم هذه أوصافه،وكذلك صنع هو وأصحابه حتى انتشرالإسلام في أكثر العالم القديم في فترة وجيزة،ومما لا ريب فيه أن قيدار من أبناء إسماعيل [تكوين 13:25 ]وأبناءإسماعيل لم يحصل لهم الاجتماع وا?د إلا بعد محمد صلى الله عليه وسلم.إشعياء [ 19:43 21 ]ذكر الرب أنه صانع أمرا جديدا ينبت في البرية طريقا في القفار،ثم ذكر أن هذاالشعب اختاره وجعله يسبحه،وما الذي نبت في الصحراء إلا طريق محمد صلى الله عليه وسلم.إشعياء [صح 54 ،و 60 ]ذكر العاقرة التي لم تلد ابنا لها،وأن أبناءها يرثون أمما ويعمرون مدنا،وأ?ا لا تخافولا ترتاب،وأن الناس يجتمعون إليها،وكل غنم قيدار تجتمع إليها وأ?ا تفتح أبوا?ا بالليل والنهار للزائرين، وهذهأوصاف مكة لأ?ا لم تلد نبيا من قبل،وكان يسكنها أبناء قيدار،وأبناؤها ورثوا الأمم وعمروا المدن الكثيرة،وفيذكره عدم الخ وف والارتياب إشارة إلى الأمن،وما هناك في الدنيا بلد أكثر أمنا من مكة،وهي مجتمع المسلمينيفدون إليها من كل مكان،وأبوا?ا مفتوحة في كل وقت للزائرين والمعتمرين،ولا يمكن أن تكون هذه الأوصافللقدس لأ?ا ليست عاقرا،ولم يفعل أبناؤها كما فعل أبناء مكة،وأما الأمن والارتياب فأين القدس منهما؟.حبقوق [ 3:3 ]ذكر أنه يأتي القدوس من فاران،وبرية فاران هو المكان الذي سكن فيه إسماعيل عليهالسلام[تكوين 21:21 ]فإذا كان إسماعيل عليه السلام قد سكن مكة،فمن هو القدوس الذي سيأتي من مكة؟!.الرؤيا ليوحن ا[ 11:19 15 ]ذكر أنه رأى السماء مفتوحة وإذا حصان أبيض راكبه يسمى الأمين الصادقيقضي ويحارب بالعدل،وقد كتب على جبهته اسم لا يعرفه أحد إلا هو ،ويتبعه جنود راكبين خيولا بيضاءلابسين كتانا نقيا ناصع البياض،وكان يخرج من فمه سيف حاد ليضرب به الأمم ويحكمهم بعصا من حديد،ومحمد صلى الله عليه وسلم كان يلقب بالصادق الأمين قبل النبوة،وهو الذي فتح البلدان مع أصحابه علىالخيول وبقوة السيف لمن حارب دين الله،ومما لا يجهل تاريخا عدل المسلمين بين الأمم،واسم النبي محمد صلى اللهعليه وسلم كان اسما غريبا لم يسم به أحد ممن قبله

ليست هناك تعليقات: